مهم جدا في اسرنا.

الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يتلقى فيها المسلم قيمه و أخلاقه لهذا فإن الأسرة هي المخزون الاستراتيجي الذي به تقوى الأمة و يتماسك المجتمع لأنها اللبنة الأولى في هذا المجتمع فهي الحلقة الوسطى بين الفرد و المجتمع بصلاحها ينصلح ما قبلها "الفرد" و ما بعدها "المجتمع" .
و المتابع لأحوال الأسرة في مجتمعاتنا يجد أنه قد أصابها الكثير من الأمراض التي ينبغي معالجتها و الوقاية منها .
فنجد ان الوالدين يمثلان بالنسبة لأبنائهم المثل الأعلى والأول والقدوة التي يتبعونها في تصرفاتهم وأفعالهم وعلاقة الوالدين بأبنائهم علاقة خاصة جداً بالنسبة للطرفين ولكنها تبقى ذات أثر قوي جداً بالنسبة للأبناء وذلك لأن النشأة الأولى للأبناء والوعي المبكر لهما يكبر مع وجود الوالدين والتعلق بهما أكثر وأكثر مع مرور الأيام.
وبالتالي من واجب الوالدين أن ينتبهوا كثيراً في تصرفاتهم وتعاملهم مع أبنائهم ليكونوا مثال القدوة الحسنى لهم ولكي لا يخذلوا الأبناء أيضاً أو يحبطوهم من خلال بعض التصرفات التي قد لا يلاحظون تأثيرها السلبي على أبنائهم وذلك كالتمييز بين طفل وآخر.
ولا بد للوالدين من أجل تجنب الوقوع في التمييز بين أبنائهم من البحث الواعي والعمل بأسس التربية وقراءة نفسية الأبناء كمحاولة لفهم دواخلهم ومعرفة احتياجاتهم وردود أفعالهم ويتطلب هذا الأمر جهداً ودراية خاصة لترجمة المحبة والشعور الداخلي إلى سلوك وتصرفات سوية وصحية تسهم في تنشئة الأبناء في جو طبيعي وصحي.
وفي حال عدم القدرة على فعل ذلك بشكل طبيعي وتلقائي فلا ضرر من التصنع لإبداء المحبة لجميع الأبناء بل على العكس سيثمر ذلك بنتائج إيجابية فمن المؤكد أن يرتاح الأبناء لهذه البادرة وستظهر بعد ذلك إيجابيات هذه التصرفات حتى وإن كانت بسيطة.
هذا إلى جانب ضرورة إعطاء الأبناء حقهم في التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم العاطفية والمعنوية والنفسية والاستماع لهم جميعاً كما يجب الانتباه والحذر من ذكر سلبيات أحد الأبناء أو تجريحه أمام إخوته عند ارتكابه أي خطأ ويفضل مناقشة ذلك معه على انفراد.
ويتوجب على الوالدين أيضاً عدم إبداء اهتمام كبير بالطفل الصغير بشكل لافت للنظر خاصة أمام أخيه الذي يكبره مباشرة حتى لا يفسر ذلك نوع من التمييز بينه وبين إخوته أما بالنسبة للبنت فيجب أن تعطى حقها في الدفاع عن نفسها أمام أخيها وإظهار قدراتها وتشجيعها وعدم إهمالها.
ومن الضروري جداً أن يطبق الأبوين التعليمات على جميع الأبناء دون أي تحيز بإتباع طرق مختلفة في العقاب والثواب هذا بالإضافة إلى تشجيع أي تصرف جيد وحكيم يصدر عن أي ابن مع التأكيد على ناحية تعود بنتائج جيدة وهي بث روح التعاون والمحبة بين الأطفال وتكليفهم بمهام جماعية من شأنها خلق هذا التعاون فيما بينهم.